روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كيف أعزز ثقة.. طفلتي المدللة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كيف أعزز ثقة.. طفلتي المدللة؟


  كيف أعزز ثقة.. طفلتي المدللة؟
     عدد مرات المشاهدة: 3803        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. مشكلتي هي بنتي عمرها اربع سنوات.

واول طفله عندي ما اعرف كيف ابدا بس هي عنيده جدا عصبيه حساسه الى ابعد الحدود عندها زي ما يقولون عزه نفس قويه ذكيه فصيحه غيوره جدا ومرحه وحنونه

كثير حركاتها زايده جدا جدا مستحيل تجلس دقيقه كامله بدون حركه او ازعاج مندفعه عاطفيا هي غالبا اخذت اغلب صفات والدها.

مشكلتي الاساسيه معاها العناد ورفضها اغلب الاشياء مثلا ترفض الاكل دايما ترفض النوم دايما وهذي الوقتين عندي في اليوم تكون ساعات توتر اجبرها على الاكل والنوم

ماني عارفه اسيطر عليها ابدا وللاسف الجا الى اسلوب الضرب غالبا معاها يمكن انا عندي خطا في التربيه بس انا احاول افهمها بالكلام فيه اشياء تستجيب لي فيها وفيه اشياء لا

مازاد عنادها ابوها هداه الله يتركها تسوي كل اللي هي تبغاه حتتى لو كان الشي على حساب صحتها وحسابه هو شخصيا ما تسمع منه كلمه لا ابدا حتى وان رفض.

اي شي يرجع بسرعه يلبي طلبها اذا اصرت او بكت وانا ضد الاسلوب هذا اللي انا مؤمنه فيه ان اسلوب التدليل الزايد مفسده للطفل يعتاد الطفل على اخذ كل شي وفي اي وقت

أنا اجبرها على الجلوس في سفره الطعام حتى وهي رافضه ابغى اعودها واعلمها انه هذا وقت الاكل وبعدها وقت للتلفزيونز

وبالشكل هذا قصدي اربيها على النظام والالتزام والاحترام ابوها اذا شافها ما تبغى تجلس يقول لها قومي عادي وانا اتضايق لانه يتناقش معايه في امورها وهي تسمع وهذا اللي قوى عنادها

طلبت منه اكثر من مره نتفاهم بس بعيد عن مسمعها ولكن مافي فايده وطبعا على هذا المثال اقدر اقيس كافه الامور اليوميه أنا لي راي وابوها له راي.

وهذي مشكله ثانيه زوجي تربى على هذي الفكره ارضاء الطفل في كل الاحوال اطفالهم مدللين الدلال الزايد لدرجه انه طفل عمره 6سنوات يعاملونه معامله طفل عمره سنه ويقولون انه صغير ما يفهم

وهذا اللي يبغون يطبقونه على بناتي وانا ارفض وبشده وبقوه ولكن للاسف ما قدرت صحيح انه زرعت في بنتي اشياء كويسه الحمد لله ولا اقول ان بنتي سيئه او غير متربيه لا الحمد لله ولكن يغلب عيلها الدلع الزايد وعنادها

الان انا امام مشكلتين الاولى:عناد طفلتي ودلالها بسبب والدها الثانيه:زوجي وعدم تقبله لاسلوبي في التربيه واختلافه معي بكل وضوح امام الطفله وعندي اسئله س/هل اسلوبي صحيح من حيت العقاب ورغبتي في التزام بنتي بالضوابط اللتي وضعتها؟

س/هل ابنتي مازالت صغيره حقيقه ام انها في سن يجعلها تتقبل هذا الالتزام؟لاني اسمع من كثير من الناس ان الطفل في هذا السن صغير لا يمكن تعليمه بشكل كامل وانا ارى العكس واعتقد ان الانسان يسير في حياته بناء على ما اكتسبه في صغره من تعليم وتربيه اسريه

خصوصا انه بعد ذلك يصبح هناك مدرسه واصدقاء وعقليه اكبر تتيح له جميعها اكتساب سلوكيات مغايره لما انا ارغب انه تكون عليه ابنتي نسيت ان اذكر نقطه اخيره بسبب كثره العقاب اصبحت ابنتي من النوع المتوتر الخائف

إضافه الى ان والدها زرع فيها وللاسف الخوف من المجتمع من غير قصد منه فاصبحت دائمه القرب مني ومن والدها في الاماكن العامه.

ولم اعي ذاك الا في وقت متاخر جدا انا احب ان تكون ابنتي جريئه احزن عليها كثيرا عندما اراها لا تستطيع التحدث مع الغرباء بسبب خوفها وخجلها لانها تقول لي انا اخاف يا ماما

كيف لي ان انهي خوفها واعزز ثقتها بنفسها واجعلها قادره على مواجهه الناس بدون تردد؟ كيف لي ان اجعلها اكثر هدوء واستقرار نفسي؟ هل تحتاج ابنتي الا طبيب نفسي او معالج سلوكي؟

اضيف ان ابنتي شهدت ورات مشاهد عنف من والدها تجاهي ولم تستطيع نسيانها ابدا واصبحت تردد عبارات تنقل ما راته من والدها للاسف أنا اعاني من ضغوط كثيره ما يجعلني للاسف غير قادره على التحكم هي تصرفاتي في بعض الاحيان وهذي مشكله اخرى تاثر على نفسيه ابنتي. شاكره لكم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله أختي الكريمة فموقع المستشار هو موقعكم..منكم وإليكم..وإنّ هذه الاستشارة الواعية تسعدنا كثيرا وتدل على حرص وثقافة، وأسأل الله المُحسن أن يصلح لكِ النيّة والذرية وأن يجعل لأبناءكِ مكانتهم في الدنيا والآخرة..

كما ألتمس العذر على التأخر وأطلب من الله أن تجدي بين هذه السطور ما فيه النفع..

الكثير من الصفات الجميلة وجدتها في ابنتك وبصماتك رائعة في شخصية ابنتك، أما ما تشتكين منه يتمثل في التالي:

_التناقض بين أسلوبك وأسلوب الأب في التربية وأحسنتِ في تحليلك حيث أن ذلك يرجع لنوع التربية التي تلقاها كل منكما.

_عناد الطفلة وعدم التزامها ببعض أنظمتك.

_تشعرين أن كثرة العقاب زرعت التوتر والخوف والقلق في ابنتك.

_خجل ابنتك من الغرباء ورغبتك في اكتساب الثقة.

_تأثر ابنتك ببعض مواقف العنف من موالدها تجاهك.

_معاناتك من الضغوط والتي تجعلك غير قادرة على التحكم في تصرفاتك وربما كانت ابنتك مصدر لتفريغ هذه الضغوط.

وقفة سريعة مع خصائص الطفال في هذه المرحلة:

1_ يميل الأطفال فى هذا السن إلى التعبير عن انفعالاتهم بحرية وصراحة. وتكثر نوبات الغضب والعناد.

2_يحبون تعلم الكلمات وفهم معناها و يستمعون للقصص ويسردونها، يستمعون للأناشيد ويرددونها.

3_تزداد قدرته على تكوين المدركات ومفاهيم الزمن والمكان والكم.

4_يبدأ الطفل في تمييز الأدوار بين الأم والأب والأخوة ويتقمص الشخصيات

4_يتدرج الطفل في القدرة على تمييز السلوك المقبول وغير المقبول اجتماعيا

الثلاث نقاط الأخيرة تعني أن ما تقومين به من تنظيم وقت ابنتك صحيح، وغرس السلوكيات الاجتماعية وطريقة التعامل مع الآخرين جميل ورائع..

بالنسبة لخوف ابنتك من الغرباء وخجلها طبيعي إلى حد ما، وفي هذا السنّ يبدأ الخوف من الغرباء بالتراجع وتستطيعين بإذن الله تعالى من تخليصها من هذه المخاوف عن طريق اللعب وعن طريق التشجيع، وليس بإرغامها، وتذكر أنك أنتِ قدوتها في الثقة بالنفس والأسلوب فكوني واثقة تصبح مثلك بإذن الله.

_ركزتِ في استشارتك على عقاب ابنتك وأشرتِ إلى أنكِ تضربينها أحيانا..

أختي العزيزة...

ابنتك مازالت صغيرة على الضرب، حتى عنادها يمكن التعامل معه بطرق أخرى وبالتشجيع وبأنواع العقاب الأخرى غير الضرب.

من أساليب العقاب الجلوس على كرسي محدد في جانب الغرفة أو أن يقف في ركن من الغرفة بعض الوقت تُشعره أنها عقوبة لعشر دقائق مثلا تأديبا، أو حرمان لأيام من شيء تحبه، وغيرها.

_الزام الطفلة بالقوانين والحزم التربوي شيء رائع، ولكن لا يلزم المربي اتخاذ أسلوب قاسي أو جارح أو اتخاذ العقاب أسلوب يومي للتعاملز

ولكن يؤخذ من العقاب ما يؤدي الدور وإلا أصبح العقاب لا جدوى منه، ويزرع العناد في الطفل، ويوجد الكثير مما أمامك فعله لاقناع طفلتك بأنظمتك كما يبين الخبراء:

- إظهار الاهتمام بما يفعله الطفل ويقوله.

- توفير فرص للطفل ليبحث ويخبرك بما يحدث معها وتفكر فيه

- تشجيع الطفل وحثه والثناء عليه عند التزامه بالنظام.

- حث الطفل على أن يحاول اكتساب أنماط السلوك المميزة والناجحة.

-اللعب مع الطفلة واكسابها المهارات المختلفة عن طريق اللعب والمرح.

- التوضيح للطفل والتصريح بأشكال السلوك غير المقبولة، وشرح أسبابها والتكرار وكل ذلك يتم بأسلوب محبب.

- إظهار أن إنجازات الطفل موضع إعجاب وتقدير.

- التعبير لابنتك عن عاطفتك، فيخطيء البعض ويظن أن الحرم كافٍ لاجبار الطفل على التزام الطفل بالنظام، بينما يغفلون إشباع جانب العاطفة لدى الطفل.

_أرجوا من الانتباه وعدم الخلط بين مفهوم التدليل والتعبير عن الحب والعاطفة، فإن الطفل بحاجة للحنان والعاطفة من والديه حتى ينموا بشكل متزن وحتى يتقبل أوامر والديه.

_استخدمي أسلوب لوحة النجوم في ترغيبها في سلوك معين، وإزاحة سلوك غير مرغوب.

بالنسبة التناقض في الطريقة بينك وبين والدها من أكثر المشاكل تكرارًا في الأسر ومن أعمها ضررًا وأبلغها أثرًا وأسرعها ملاحظة وانعكاسا على الأبناء:

ذكري والدها بقوله تعالى: (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا) البقرة/233.

قال الإمام ابن كثير – رحمه الله -:

أي: فإن اتفق والدا الطفل على فطامه قبل الحولين، ورأيا في ذلك مصلحة له، وتشاورا في ذلك، وأجمعا عليه: فلا جناح عليهما في ذلك، فيؤخذ منه أن انفراد أحدهما بذلك دون الآخر لا يكفي، ولا يجوز لواحد منهما أن يستبد بذلك من غير مشاورة الآخر.

هذا والطفل لم يبلغ السنتين، وبالفعل الطفل يشعر بانزعاج أبويه ويضايقه اختلافهما وخلافهما، فكيف بمن فوق السنتين من العمر؟!

1_لا تيأسي من محاولاتك إقناع والدها بالضرر الكبير الناتج من اختلاف آراء الوالدين أمام الطفل.

2_احرصي على أن يكون هناك اتفاق مسبق بينكما على بعض الأمور ومناقشتها والاتحاد في الرأي عليها.

3_قبل إلقاء أوامرك على ابنتك أشيري إلى والدها أن يتركك تتصرفين كما تريدين_دون لفت انتباه الطفلة_حتى لا تستغل الموقف بالعناد.

4_عند النوم وحتى لا تحدث المشادة وفري الجو الملائم للنوم فتتوقف النشاطات قبل ذلك بنصف ساعة لتشعر ابنتك بالهدوء وباقتراب وقت النوم، داعبي شعرها مثلا أثناء إخبارها بأن وقت النوم قد حان.

5_وكذلك عند الأكل، اجعلي من الوجبة وقت ممتع، ميزي ابنتك بأطباق ملونة تشترينها، عندما تدعين ابنتك للطعام اجعلي نداءك لها ممزوج بالتشجيع والحب ومزخرف بابتسامتك ولايكن نداءك جافا.

أما عن معاناتك من الضغوط والتي تجعلك غير قادرة على التحكم في تصرفاتك وقد تفرغين هذه المشاعر السلبية في ابنتك، فلا يحق لكِ إفراغ مشاعرك السلبية بهذه الطريقة وأكبر رادع يجعلك تتوقفين مراقبة الله فيها.

والأمر الآخر علمك بأن هذا سيولد شيئا من الحنق عليك، وكما تقرئين أن الكثير من الفتيات يشتكين (أمي لاتحبني) ولهذه الضغوط أسلوب للتعامل اقرئي في (فن التعامل مع الضغوط) واقرئي كذلك (التحكم في المشاعر السلبية).

ومن أعظم ما يفرغ هذه المشاعر قراءة القرآن والاستماع له والدعاء والابتهال إلى الله،ومن المعالجات العملية التي ينصح بها الأطباء (الاسترخاء) والتسامح والعفو عن الآخرين، وأذكرك بقوله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة) وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة..

قبل الختام أودّ أن أشير إلى دراسة قامت بها إحدى الباحثات واستنتجت ثلاث تصنيفات أساسية لأساليب التربوية:

1_ فقد وجدت هذه الباحثة أن الأطفال المميزين كانوا (حاسمين وأن كان لديهم ثقة فى قدراتهم كآباء) وبالتالى وفروا لأبنائهم نموذجا للكفاءة يقلدوه. وحين بينوا ورسخوا الحدود لأطفالهم وشرحوا لهم أسبابها شجعوهم على وضع معايير لأنفسهم وعلى أن يفكروا فى أسباب وجوب تباع إجراءات معينة في الوقت نفسه كان هؤلاء الآباء(ودودين وعطوفين يقدمون الحب والحنان لأطفالهم).

2_أما الآباء التسلطيون فقد مارسوا (سلطتهم ومطالبهم ببراعة)ولكن إخفاقهم فى مراعاة وجهة نظر الطفل وقصور صورتهم أدت إلى(عدم الأمن من جانب الطفل والغيظ والاستياء)، فهؤلاء الأبناء ينفذون ما يطلب منهم لكن يغلب عليهم المسايرة أو الخوف وليس موافقة.

3_ وقد كان الآباء المتسامحون غير المنظمين وغير المنسقين، فيغلب على أطفالهم محاكاة هذا السلوك، وكان هؤلاء الآباء لا يطالبون أبناءهم بالنظام ولا يحاولون معالجة السلوكيات غير المرغوبة، فكان الناتج أطفال تنقصهم الثقة.

وأما عن مواقف العنف التي تأثرت فيها ابنتك فأكدي لها بأنك سامحت والدها وأن قلبك كبير.

وأنك مسحتِ من شريط ذاكرتك هذا الأمر،واستغلي هذه المواقف بشكل ايجابي لترسيخ قيمة العفو والتسامح في نفس طفلتك..

هذا والله تعالى أعلم..و عذرا على الإطالة وأسأل الله العلي القدير أن يسددك لما فيه الخير دوما وأتمنى أن تبشرينا بما يسر..

وصلى الله على محمد ابن عبد الله القائل (ما كان الرفق في شيء إلا زانه)..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي

المصدر: موقع المستشار